22 نوفمبر، 2011

الاعلام - الديمقراطية وتعزيز الوعي الديمقراطي

الصحفي رافد عجيل فليح

لما كان الاعلام هو(كافة أوجه النشاطات الاتصالية التي تستهدف تزويد الجماهير بكافة الحقائق والاخبار الصحيحة والمعلومات السليمة عن القضايا والموضوعات والمشكلات ومجريات الامور بطريقة موضوعية.)(1) وهدفه الاخبار والاعلام ، ,التوجيه والرشاد, التسلية و الامتاع ،الاعلان والترويج .


اما الديمقراطية التي هي اكثر الكلمات شيوعأ في المصطلحات السياسية فهي (ذلك النظام السياسي الذي يحكم الشعب فيه نفسه بنفسه.)(2) ،هدفها اقامة نظام حكم على وفق دستور يقدم ضمانات للحرية والحقوق على مبدأ تقسيم السلطات وحرية الرأي والتعبيروالتعددية السياسية،....


نظم الاعلام في المجتمعات الديمقراطية :-

تقوم نظم الاعلام في المجتمعات الديمقراطية على اساسين هما(3) :-

اولأ : مجتمع السوق .

ثانيأ : مبدأ المشاركة .

ويعني مجتمع السوق هو ان المجتمع يمثل سوقأ حرة للافكاروالفلاسفة اللبراليون هم الذين اسسوا لهذا المصطلح في مجتمعاتهم حيث يقولون ان المجتمع هو سوق حر للافكار، وما هو ردي يصاب بالكسل ويضمحل . وهذا المفهوم ينطلق من الفرضية التي تقول : ان المواطنين هم اعضاء قادرون على التميز بين هذين النوعين .

ومعنى المشاركة هي ان المواطنين هم اعضاء مشاركين في العملية الديمقراطية .

هناك محاولة لتميز المقاربات الاساسية للدور الديمقراطي للاعلام (4) بحيث تتم المقابلة بين ثلالث ابعاد للعلاقة ،اعلام- سياسة، على ثلاث مراحل : -

1 – شرح تعريفات الديمقراطية التي تسمح بتبرير نوع من توزيع ادوارالاعلامي ورجل السياسة .

2 – مراحل المطالبة بدور ديمقراطي للصحافة المكتوبة والسمعية البصرية.

3 – انواع العلاقات بحسب التركيبات الاجتماعية والفكرية المميزة لقواعد اللعبة .

بما ان نظم الاعلام في المجتمعات الديمقراطية تقوم على اساس السوق الحرة للافكار فهي بذالك (تؤمن بمدأ تدفق الحر للمعلومات والافكار والأراء مابين دول المركزودول المحيط او الاطراف وبتجاه واحد دونما اعتبار لواقع هذا البلد او ذاك وهذه القومية او تلك والحاجة الملموسة لشعوب دول المحيط وطبيعة مشكلاتها ومستوى تطورها، وبتعبير اخر هو سعي دول المركز الى تحقيق (الهيمنة الاتصالية) ويعبر عن ذلك بمفهوم الفجوة الاتصالية (5).

تنمية وسائل الإعلام شرط أساسي للديمقراطية يعد تطوير وسائل الإعلام لاسيما في الدول النامية والفقيرة أحد التحديات الأساسية في بناء مجتمع جديد ، يقوم على الحكم الرشيد والديمقراطي من هنا التركيز اليونسكو على تعددية وسائل الإعلام وتنوعها .

ومن خلال ذلك يجب على الاعلامي القيام بدوره في ظل المجتمع الديمقراطي من

خلال الالتزام بالاخلاقيات الاتية (6 ):-

اولأ :في المجال المهني:

1. اطلاع الجمهور على المعلومات الموثقة، والتأكد من دقة المعلومات التي ننشرها.

2. عدم التلاعب في مضمون المادة الإعلامية أو المعلومات أو الصور أو الصوت تلافيا لتغيير الحقائق،

3. تقديم القصة كاملة دون إخفاء للمعلومات كليا أو جزئيا أو حجب للوثائق ذات الصلة،

4. توخي الحذر في صياغة عناوين الأخبار والتأكد من أنها تعكس وقائع القصة،

5. الالتزام بالإشارة إلى مصادر المعلومات مع احتفاظنا بحق سرية مصادرنا الخاصة عند رغبة المصدر في عدم كشفه،

6. الامتناع عن نشر معلومات أو محاضر جلسات مغلقة على الإعلام،

7. الحرص على إعطاء فرصة متساوية لجميع الأطراف في أية قضية للتعبير عن موقفها،

8. الامتناع عن الانحياز لجهة مقابل أخرى أثناء التغطية، وعدم تغليب المصلحة الحزبية على الجانب المهني،

9. الابتعاد عن الأجندات الشخصية والفئوية والعشائرية والإقليمية والمصالح الحزبية،

10. الالتزام بمساءلة أصحاب النفوذ والسلطة السياسية،

11. التفريق بوضوح بين الإعلان التجاري وبين الخبر و/أو المعلومة،

12. التفريق بين وجهات النظر والخبر.


ثاتيأ :في مجال النزاهة الاعلامية

1. الامتناع عن استغلال المهنة للحصول على أية مكاسب شخصية أو مادية،

2. الامتناع عن استغلال المهنة لتهديد الجمهور أو المؤسسات،

3. الامتناع عن تقاضي أي أجر مادي أو مكافأة أو هدايا من أية جهة سوى من المؤسسة التي نتبع لها،

4. الامتناع عن الترويج لأصدقائنا أو أقاربنا أو شركاءنا في العمل مستغلين مهنتنا،



ثالثأ :في مجال الواجبات نحو الجمهور


1. إعطاء الاهتمام الكافي لقضايا الرأي العام من خلال المعلومات الموثقة والعناية بالفئات والمناطق المهمشة،

2. عدم نشر أسماء الضحايا قبل التأكد من هوياتهم وقبل إبلاغ ذويهم،

3. عدم نشر أي صور للضحايا بطريقة تؤثر على مشاعر ذويهم أو مشاعر المواطنين عامة،

4. احترام الحياة الخاصة للأفراد، وعدم استغلالها لأغراض لا علاقة لها بالمهنة والرأي العام،

5. مراعاة الجوانب القانونية والقواعد الأخلاقية في احترام حقوق الأشخاص المعنيين في الأخبار،

6. توخي الحذر والدقة والأخلاق العامة إزاء تحديد المتهمين بأحداث أو المجني عليهم في تغطية الجرائم.

7. بذل أقصى الجهود لنشر انتهاكات حقوق الإنسان،

8. عدم التشهير أو التحريض على العنف والكراهية ضد أي شخص أو مؤسسة على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو الانتماء السياسي،

9. حماية الأطفال من المواد التي تؤثر سلبا على نموهم النفسي.




الهوامش والمصادر :-

1 – سمير محمد حسين ،مدخل الى الاعلام والاتصال بالجماهير،القاهرة ، الناشر عالم لكتب،1984 ،ص22 .

2 – غانم محمد صالح ، الفكر السياسي القديم والوسيط ، كلية العلوم السياسية ، جامعة بغداد ،1988 ،ص52 .

3 – مجد هاشم الهاشمي ، الاعلام المعاصروتقنياته الحديثة ،عمان، دار المناهج للنشر والتوزيع ،2006 ،ص 25 .

4 – مي العبدلله ، الاتصال والديمقراطية ،بيروت ، دار النهضة العربية ،2005 ،ص59 .

5 – مجلة تواصل ،هية الاعلام والاتصال ، العدد الواحد والثلاثون ،شباط ،2009 ،ص 5 .

6 - مدونة الأخلاقيات والقواعد السلوكية الخاصة بالإعلاميين الفلسطينيين .بحث منشور.
rafedajeel@yahoo.com

05 نوفمبر، 2011

الاعلام البديل

الاعلام البديل
الصحفي رافد عجيل فليح
يشكل الاعلام البديل في الالفية الجديدة النافذة التي يطل منها الغالبية العظمى من الافراد, الاقليات والشعوب المقموعة والمحرومة من التمثيل في الاعلام والتعبير عن نفسها وهوياتها وتطلعاتها نحو الحرية وهو معني في ايجاد وسائل ,اساليب وسياسات اتصالية بديلة عن الاعلام المهيمن والمسيطرلكونه اصبح جزء لايتجزء من الحياة اليومية لهذه الغالبية ,ان الاعلام البديل يشير الى جملة من تطبيقات النشر الالكتروني والاتصال الرقمي بستخدام وسائل الاتصال والاعلام المختلفة فضلاً عن تطبيقات اللاسلكية والاتصال عبر الاقمار الاصطناعية في سياق التزاوج بين تكنولوجيا الاتصال والمعلومات اذ يتم من خلالها تشغيل الصوت والفديو واجراء الاتصال الهاتفي وارسال البريد الالكتروني , هناك العديد من المعاني المتعارف عليها لتفسير وفهم الاعلام البديل منها ان يكون في مقابل الاعلام المسيطر حيث يعد مكوناً اساسيأً في ترسيخ مفهوم المواطنة وقيم المجتمع المدني ووسيلة مهمة للوجود والتمثيل بالنسبة للمجتمعات المحلية والاقليات في تحديها هيمنة وسطوة الرقابة الشديدة المفروضة عليها من قبل الانظمة الشمولية .
الاعلام البديل يتمثل بالمواقع الالكترونية ,سوى كانت بوبات الاخباراوالصحف والمجلات الالكترونية والاذاعات المحلية و الفضائيات الخاصة و كذلك المواقع الاعلامية الشخصية , المراصد الاعلامية, النشرات البريدية , اللوائح البريدية, المدونات, المنتديات وغرف الدردشةالتفاعلية ذات الوسائط المتعددة .
هناك مذهبان لتحديد هوية الاعلام البديل(1) :
يسمى المذهب الاول بمذهب الاسس الجوهرية ويميل هذا المذهب او المنهج الى رؤية الهويات على انها مستقلة ومستقرة وذات جوهر حقيقي وهذا بدوره يعطي هوية مستقلة لوسائل الاعلام المجتمعية .
اما المذهب الثاني فيسمى بمذهب العلاقي وهو يرى ان الهويات تعتمد على بعضها البعض بشكل متبادل وتتجاهل وجود الجوهر(الحقيقة).
هناك اربعة مناهج نظرية بالاعتماد على هذين المذهبين لدراسة الاعلام البديل (2):
1- منهج خدمة المجتمع (يعتمد على مذهب الاسس الجوهرية) .
2- منهج الاعلام البديل في مقابل الاعلام السائد التقليدي(يعتمد على مذهب العلائقي).
3- منهج الاعلام البديل الذي هو جزء من المجتمع المدني(يعتمد على مذهب الاسس الجوهرية والعلائقي).
4- منهج الاعلام البديل الجذمور(يعتمد على مذهب العلائقي).
يركز المنهج الاول على ان الاعلام البديل يكون في خدمة المجتمع المدني والمجتمع هنا يمثل المحيط او الوسط الذي تبث له وسائل الاتعلام البديل وهو غالباً ما يكون المجتمع المحلي وليس المجتمع الاكبر حيث تتم المشاركة الفعالة من قبل جمهور المجتمع المحلي في النقاشات العالم لحل القضايا والمشكلات من خلال الحور وهنا وسائل الاعلام البديل تسهل عملية المشاركة للجمهور اللذي هو مجموعة من الافراد تربط بينهم سلسلة من العلاقات الجماعية بغض النظر عن الترايط الجغرافي والاقتصادي.
اما المنهج الثالني الاعلام البديل كبديل للاعلام السائد او المهيمن بمعنى ان الاعلام البديل يكو نالصوت المعبر عن المجموعات المختلفة من الممثلين سوى كانوا مجموعات عرقية او اجتماعية او ثقافية غير ممثليين بدرجة كافية في وسائل الاعلام السائد او تهمشهم هذه الوسائل فهي ترتبط في علاقة سالبة مع الاعلام المسيطر حيث ان هذه الاخيرة واسعة النطاق وهي موجهة الى جمهور واسع وغير متجانس وتكون مملوكة للدولة يعمل فيها موظفون يمتلكون مهارات حرفية عالية وهي صوت الدولة والنظام السائد ,
في حين ان وسائل الاعلام البديل هي صغيرة النطاق وموجهة نحو مجتمعات صغيرة ومحدودة ومعينة وهي حرة بمعنى انها مستقلة عن الدولة والنظام و هي تسمح بمشاركة الجمهور في اطار الديمقراطية وهي صوت الفئات المحرومة والمهشة وتسعى الى ايصال صوت هذه الفئات المقموعة والتعبير عن ذاتها.
في حين المنهج الثالث الذي يسعى الى ربط الاعلام البديل بالمجتمع المدني وهنا يشير مصطلح المجتمع المدني الى انه (المجتمع الذي يضم مجموعة من المؤسسات "وليس مجرد منظمات "تستطيع ان تلعب دور الفاعل في عملية التغير الاجتماعي والسياسي و الثقافي وكلما تطور دورها في عملية التغير كلما اتسمت بمرونة اكبر في استجابتها للبنية الاجتماعية هي ذات فعل قائم على الفعل الطواعي والمبادرة و النزوع للعمل الطوعي )(3).
ان من مميزات منظمات المجتمع المدني (هو الفعل الارادي الحر والتطوعي وعدم السعي للوصول الى السلطة السياسية فهي عامل ضغط وتاثير على القرار السياسي من خلال تجميع المصالح والمطالب الاجتماعية لايصالها الى النظام السياسي)(4).
ان وسائل الاعلام البديل ذات تنظيم افقي وتسمح بمشاركة كاملة وتضفي صيغة ديمقراطية على الاتصال وهي مستقلة حرة تخضع لاشراف ممؤسسات منفصلة , ترفض المنح المقدمة من الدولة والمجالس البلدية ,تشجع العمل التطوعي الحر وتأمن مشاركة ووصول الافراد غير المهنيين ولها معاير مختلفةلاختيار لاخبار محتوى رسائلها يكمن في تناقضها مع الخطابات السائدة ولها رؤية بديلة للسياسات المهنية وهي تسمح للجمهور بالتعبير عن انفسهم وذواتهم بشكل حر ومستقل ,وتركيبة جمهورها من الشباب و النساء والاقليات وسكان القرى والارياف ونطاق بثها محلي وليس اقليمي او قومي .
وبذلك نجد ان الاعلام البديل جزء من المجتمع المدني وهي صوت الثالثبعد صوت الدولة والاعلام التجاري وهناء يمكن ان يحدث ويبرز صراع بين وسائل الاعلام البديلة و الدولة والسوق .
المنهج الرابع منهج الاعلام البديل الجذمور ان مصطلح الجذمور يعبرعن نفسه بواسطة الخطوط (العلاقات) فحسب، فليست للجذمور بداية ولا نهاية، لكن له دائماً وسطاً (ليس مركزا) ينمو عبره ومن أهم خصائص الجذمور أن له مداخل متعددة,إن أي نقطة يمكنها أن ترتبط بأي نقطة أخرى داخل نفس النسيج،ان الاعلام الجذموري يركز على دور وسائله في المجتمع المدني وطبيعتها المراوغة المحيرة وترابطها وصلتها بالسوق . ان الاعلام الجذموري مفترق طرق يلتقي عنده ويتعاون اناس من مختلف الحركات والنضالات, وهو يعمق الديمقراطية ويبرز مرونة واحتمالية المنظمات الاعلامية ,ان الطبيعة المراوغة للجذمور تجعل من الصعب التحكم في وسائل الاعلام البديل وتحجيمها ويضمن ذلك استقلالها.
خصائص الاعلام البديل :
يمثل حالة التزاوج بين الكومبيوتروتكنولوجيا الاتصال والانترنيت ,له طابع ووجود دولي يتخطى الحدود ,سرعة تغطية الاحداث ونقل الاخبار وسهولة التصفح والحصول على المعلومة والبحث عنها وهو اعلام مفتوح وحر الى حدً كبير ويتسم بالاستقلالية ويتجاوز الرقابة ومضاد لها ويعمل من اجل انهاء عصور القمع والاستبداد السياسي . وقد فتح هذا الاعلام نافذة كبيرة كانت موصدة لمناقشة المحظورات مثل الدين وحقوق الانسان والمرأة, يعطي هذا الاعلام امكانية مشاركة الكاتب مع القارى في حالة من التفاعل الناجح المثمر عن طريق المراسلة والتصويت والتعليق والاتصال المباشر,كمالا يحتاج الى امكانات وملاكات واقل كلفة من الاعلام التقليدي.
الاشكالات التي تواجه الاعلام البديل:
عدم القدرة على التحقق والوثوق من صحة ومصداقية العديد من البيانات والمعلومات التي تحويها المواقع الالكترونية,وكذلك سهولة المساس بالقيم الدينية والاجتماعية للمجتمعات ,ضعف السيطرة على نشر العنف والتطرف والارهاب, عدم التوازن في نوعية وحجم الرسائل الاعلامية الموجهة وبين استعداد المتلقي لها , انتهاك الخصوصية وحقوق النشر والملكية الفكرية وارتكاب الجرائم الالكترونية .
المصادر :
1- اولجا ,بارت, نيكوكاربنتير, فهم الاعلام البديل,ترجمة علاء احمد, الناشر مجموعة النيل العربية , القاهرة 2009,ص26
2- المصدر نفسه,ص29 .
3- صالح ياسر,بعض اشكاليات المجتمع المدني والمجتمع السياسي والديمقراطي, بغداد,الناشر طريق الشعب,بدون سنة طبع,ص12 .
4- ياسين البكري,عبد العظيم جبر حافظ,في الثقافة الديمقراطية,الناشر مؤسة مصر المرتضى للكتاب العراقي,1011 ,ص26 .
rafedajeel@yahoo.com