09 يوليو، 2010

المصداقية في الاعلام الدولي

الصحفي رافد عجيل فليح

اولأ : مفهوم المصداقية :-
تعد المصداقية واحدة من العوامل المؤثرة في الاعلام والعملية الاتصالية ، وقد اختلفت روئ الباحثين حول مفهومها فيرئ البعض منهم انها (تعني الثقة في الوسيلة او امكانية الاعتماد عليها واخرين يرون انها تعني احترام الوسيلة وتقديرها وتفضيلها كمصدر للمعلومات والاراء مقارنة بغيرها من الوسائل واخر يعتقد انها تعني رضا الجمهور عن اداء الوسيلة لذا فان المصداقية عند البعض تعني الاداء الصائب للوسيلة (1).
عرفت المصداقية بأنها (المدى الذي يتم فيه رؤية المصدرعلى انه يعرف الجواب الصحيح كخبير والمدى الذي فيه يتم الحكم عليه بناء على انهيتصل مع الاخرين بدون تحيز كموضع ثقة وقد عدها الكسسيس تان واحدة من ثلاث عوامل(المصداقية ،الجاذبية ،السلطة)تجعل المصدر / المتصل مؤثرأ في اقناع الجمهورحيث تؤدي مصداقية المصدر الى تفاعلنا الداخلي مع الافكار الجديدة وتؤدي جاذبية المصدر الى التقمص وتؤدي القوة(السلطة/النفوذ)الى الاذعان (2).
هناك بعض الابحاث تناولت فعالية المصدر-المتصل وتم استخلاص جملة من المبادى منها(3) مايلي:
1 – تنتج مصداقية المصدر المرتفعة تغيرأ فوريأ لدى المتلقي اسرع من المصادر ذات المصداقية المنخفضة لا ت ؤثر مصداقية المصدرعلى تذكر الرسالة.
2 – على النقضمن فرضية "التأثير النائم فان الموافقة مع المصدر ذي المصداقية المنخفضة لاتزداد مع امتداد الوقت، كما ان المصادرالمتحيزة في الغالب اقل تأثيرأ من المصادر المتحيزة.
3 – المصادر الجذابة غالبأ ماتكون اكبرأ تاثيرأ من المصادر غير الجذابة ، وتقوم الصفات مثل الجاذبية الجسدية والشبه واللألفة والود كصفات ايجابية لتغير الاراء كما ان المتصلين عمومأ
4 – مصداقية المصدر لها تأثير اكبر من جاذبيتها، ونحن نتأثر اكثر اذا كان المصدر خبيرأ اكثر من كونه واحدأ من زملائنا .

1 – علم الدين، محمود، مصداقية الاتصال ،القاهرة، دارالوزان للطباعة والنشر، 1989 ، ص 8 .
2 - خليل ابو اصبع، صالح ،الاتصال والاعلام في المجتمعات المعاصرة، عمان ،دار المجدلاوي لنشر والتوزيع ،ط5 ،2006 ،ص227.
3 - خليل ابو اصبع، صالح ، المصدر السابق ،ص 228 .
تتسائل الدكتورة " فريال مهنا " : ( فيما اذا كان افتقار المصدر الى المصداقية يؤثرسلبأ على عملية الاقناع اي انه اذا كانت هناك رسائل متطابقة ولكنها متباينة التأثير فهل هذا يعني ان السبب عود الى انتسابها اللى مصدر اعتبر قابلأ للتصديق ام غير قابل؟ان هذا التساؤل على جانب كبير من الاهمية لجهة اعداد اية حملة ؟ في دراسة قاما بها هوفلاند وويس لمعرفة مدى تأثير العامل المرتبط بالمصدر عندما اعدا رسائل متطابقة حول موضوع واحد ولكنهما نسباه الى مصادر مختلفة واتضح لهما ان التأثيرات على فئات متجانسة من الجمهور كانت متباينة . الاان النتيجة الاكثر اثارة للاهتمام ان المود التي نسبت لمصدر ذي مصداقية عالية ينتج تبدلات في الرأي اكثر بكثير من الرسائل التي نسبت الى مصادرضعيفة المصداقية (1).
ان هذه الدراسة وغيرها من الدراسات تؤكد ان مشكلة مصداقية المصدر ليست في الكمية الفعلية للمعلومات التي تلقاها الجمهور ولكن بقبول مؤشرات ترافق هذه المعلومات .ويعتمد قياس مصداقية المرسل او القائم بالاتصال على عنصرين اساسيين (2)هما الخبرة و وزيادة الثقة بالقائم بالاتصال ويفسر مفهوم الخبرة بمدركات المتلقي عن معرفة المصدر للاجابة الصحيحة عن السؤال او القضية المطروحة وموقفه السليم منها ، وهذه تعتمد على التدريب وو التجربة ،القدرة ،الذكاء ، الانجاز المهني والمركز الاجتماعي .والشخص الخبير هو الذي يمتلك المعلومات الصادقة والحقيقة عن الموضوع الذي يتحدث فيه او يناقشه مع المتلقي ويشر عنصر الثقة الى ادراك المتلقي عن المرسل او المصدر بأنه يشارك في الاتصال بشكل موضوعي ودون تحيز.
ثانيأ : المصداقية في الاعلام الدولي :-
الذي يبحث مشكلة الصدق في الاعلام الدولي سوف يواجه امران كما عبر عن ذلك المفكر هارولدلاسكي،(أولهما تعقد هذه المشكلة وثانيها أن جمع الاخبارونشرها عمل لا يراعى فيه العرض الموضوعي للوقائع،والاخبار سرعان ماتصبح دعاية عندما تتمكن مادتها من التأثير في السياسة ، كما يميل مضمون الاخبار في المجتمع الحديث المتفاوت الى فائدة من بيدهم مقاليد السلطة الاقتصادية،(3).


1 – مهنا ،فريال، علوم الاتصال والمجتمعات الرقمية ،بيروت ،دار الفكر المعاصر،2002 ، ص167.
2 – الطيب عيساني،رحيمة،مدخل الى الاعلام والاتصال،عمان ،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ،2008 ،ص72 .
3 – مجموعة من الباحثين ،العرب والاعلام الفضائي، بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية،2004 ،ص71 .

لقد تناقصت مصداقية وسائل الاعلام خلال التسعينات من القرن الماضي (حيث اكدت استطلاعات الري العام ان الثقة في وسائل الاعلام قد تناقصت ، حيث اكدة هذه الاستطلاعات ان اعداد متزايدة من الجمهور اصبحوا لايصدقون الصحافة ولا يثقون في المعلومات التي يحصلون عليها من وسائل الاعلام ،(1) .

يحدد الباحثون ميريل وبلاك وبريانت العوامل التي أدت الى تناقص مصداقية وسائل الاعلام وهي مايلي(2) :-
1 – عدم حساسية الصحفيين وغرورهم وسلوكهم السئ احيانأ .
2 – عدم الدقة وعدم الشمول في تغطيتهم للأحداث والممارسات المهنية السيئة .
3 – اعتماد الصحفيين بشكل مكثف على المصادر المجهولة ،غير المحدد .
4 – عدم رضاء الجمهور عن انتهاك وسائل الاعلام لحق المواطنيين في الخصوصية.
5 – عدم حساسية وسائل الاعلام لأرأء الجمهور وشكاواهم .
6 – احساس الجمهور بأن الصحفيين اصبحوا جزءا من طبقة النخبة الليبرالية .








1 – صالح ، سلمان ، ثورة الاتصال وحرية الاعلام ، عمان ،مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ،2007، ص147 .
2 - صالح ، سلمان ،المصدر السابق ،ص148 .




المصادر :-
1 – علم الدين، محمود،مصداقية الاتصال ،القاهرة، دارالوزان للطباعة والنشر، 1989.
2– الطيب عيساني،رحيمة،مدخل الى الاعلام والاتصال،عمان ،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ،2008.
3 - خليل ابو اصبع، صالح ،الاتصال والاعلام في المجتمعات المعاصرة، عمان ،دار المجدلاوي لنشر والتوزيع ،ط5 ،2006.
4– مهنا ،فريال، علوم الاتصال والمجتمعات الرقمية ،بيروت ،دار الفكر المعاصر،2002.
5– مجموعة من الباحثين ،العرب والاعلام الفضائي، بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية،2004 .

RAFEDAJEEL@YAHOO.COM

هناك تعليق واحد: